يلعب التثقيف الصحي ورفع الوعي دورًا حيويًا في تعزيز الرفاهية العامة والوقاية من الأمراض. إحدى الجمعيات الرائدة في هذه الجهود هي جمعية أصدقاء المريض في القدس. منذ عام 1991، كانت الجمعية نشطة في تقديم التثقيف الصحي، وتنفيذ برامج التواصل المجتمعي، وتقديم التدريب المهني للأفراد في قطاع الصحة. إن تفانيهم في تمكين كل من المحترفين والمجتمع قد أسفر عن تأثير إيجابي كبير على الوعي الصحي والتعليم في المنطقة.

في صميم مبادرات الجمعية برنامجها للتثقيف الصحي، الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي وتثقيف الأفراد حول مواضيع صحية مختلفة. بدأ هذا البرنامج بمحاضرة حول صحة الثدي للنساء في المجتمع ومنذ ذلك الحين توسع ليشمل مجموعة واسعة من المواضيع. تُجرى هذه الجلسات التعليمية في المدارس، والأندية، والمنظمات، وغيرها من الإعدادات المجتمعية في جميع أنحاء الضفة الغربية. وكلما أمكن ذلك، تستخدم الجمعية مؤتمرات الفيديو لتوسيع نطاق وصولها إلى غزة.

يتناول برنامج التثقيف الصحي عدة مواضيع حاسمة. أولاً، يُشدد على صحة الثدي من خلال عرض شرائح تعليمي وتوضيحي يشمل معلومات حول الأمراض المختلفة التي تؤثر على الثدي، وأهمية الفحص الذاتي للثدي، وتوزيع المواد التعليمية. ثانيًا، يتم مناقشة الأمراض المنقولة جنسيًا، مغطية تعريفات الأمراض، وسائل الانتقال، استراتيجيات الوقاية، ورعاية المريض. منطقة أخرى ضرورية من التركيز هي صحة النساء في منتصف العمر، مركزة على احتياجات الصحية للنساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 40 عامًا، بما في ذلك ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث، وكذلك أهمية الوقاية والكشف المبكر.

علاوة على ذلك، تسلط الجمعية الضوء على هشاشة العظام، مرض يؤثر على كثافة العظام. تغطي المحاضرة حول هشاشة العظام تعريف الأمراض، عوامل الخطر، طرق الكشف، واستراتيجيات الوقاية. بالإضافة إلى ذلك، يتلقى المشاركون إرشادات حول الاحتياجات اليومية من الكالسيوم، الأطعمة الغنية بالكالسيوم، الحفاظ على نمط حياة صحي، ونصائح للوقاية من الكسور. تقوم الجمعية أيضًا بإجراء محاضرات حول الوقاية من الإصابات غير المقصودة، معالجة أسباب الحوادث، الوقاية من الحوادث، وتوفير معلومات أساسية عن الإسعافات الأولية لتعزيز السلامة في الحياة اليومية.

منطقة حرجة أخرى من عمل الجمعية هي في معالجة الوذمة اللمفية، حالة شائعة بين النساء بعد جراحة سرطان الثدي والإشعاع. طورت الجمعية كتيبًا مفيدًا يقدم نصائح حول كيفية منع هذه الحالة المزعجة، مقدمة الدعم والإرشاد للمعرضين للخطر.

معترفة بأهمية التطوير المهني، تقدم الجمعية برامج تدريبية للمهنيين في مجال الرعاية الصحية. تُجرى هذه الورش في الضفة الغربية و، عند الإمكان، عبر مؤتمرات الفيديو إلى غزة. يستفيد المشاركون من القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية من خبرة الجمعية في مواضيع الوعي الصحي. تشمل المناطق المغطاة فحص سرطان الثدي، الكشف المبكر عن السرطان، الجوانب النفسية الاجتماعية للسرطان، والرعاية التلطيفية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الجمعية ورش عمل حول سلامة المنزل، مصممة خصيصًا للمعلمين والمربين الصحيين والعمال الاجتماعيين. تعمل هذه الجلسات كحزمة شاملة لـ “تدريب المدربين”، ممكنة المشاركين ليصبحوا عوامل تغيير داخل مجتمعاتهم. تواصل الجمعية توفير الدعم ومراقبة تأثير تدريبها على المجتمع، مضمونة تأثيرًا دائمًا وإيجابيًا.

تلعب جمعية أصدقاء المريض في القدس دورًا حاسمًا في تمكين الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة لتعزيز الوعي الصحي. من خلال إجراء برامج التثقيف الصحي المعلوماتية وتقديم التدريب المهني، تعمل الجمعية على سد الفجوات في المعرفة داخل قطاع الصحة والمجال الأكاديمي. من خلال جهودها المتواصلة، تحدث الجمعية فرقًا كبيرًا في حياة الأفراد والمجتمعات.