-
في عامي 2008 و2016، تم تشخيصي بسرطان القولون وسرطان الثدي. كانت هاتان التجربتان صعبتين يمكن أن تملأ الصفحات بقصصهما. ومع ذلك، يصبح كل شيء ممكنًا عندما نختار الإيمان والأمل بالله.
أتذكر بوضوح زيارتي لمستشفى الملك حسين للسرطان في عمان. وأنا أمسك بكتيب، قرأت الكلمات التالية التي وجدت صدى عميق في نفسي: “ما لا يستطيع السرطان فعله بمساعدة الله… السرطان محدود للغاية. لا يمكنه تعطيل الحب، تحطيم الأمل، تآكل الإيمان، تدمير السلام، قتل الصداقة، قمع الذكريات، إسكات الشجاعة، غزو الروح، سرقة الحياة الأبدية، أو الانتصار على الروح.”
لم أكن أعلم حينها أن هذه الكلمات ستصبح أكثر من مجرد جمل على ورق. لقد أصبحت واقعي، توجهني خلال مراحل رحلتي مع المرض وعلاجاته.
جلب كل يوم تحديات جديدة، جسديًا وعاطفيًا. لم تكن المعركة ضد السرطان سهلة، لكني وجدت العزاء في الدعم الثابت من أحبائي والفريق الطبي الرائع الذي اعتنى بي. وجودهم ذكرني بأنني لم أكن وحدي في هذه المعركة.
أصبح الأمل نوري الموجه، يضيء حتى أكثر الأيام قتامة. همس لي أن هناك مستقبلًا وراء السرطان، حياة مليئة بالفرح والإشباع. تمسكت بهذا الأمل بشدة، مما سمح لي بتغذية تصميمي ومرونتي.
لعب الإيمان أيضًا دورًا حاسمًا في رحلة شفائي. منحني القوة الداخلية لمواجهة كل يوم بشجاعة وإيجابية. حتى في مواجهة الشك، تمسكت بإيماني، عالمًا أن هناك قوة أعلى تراقبني وتوجهني نحو الشفاء.
وسط الاضطراب الجسدي والعاطفي، اكتشفت المعنى الحقيقي للسلام. لم يكن غياب الصراعات أو الألم بل القدرة على إيجاد السكينة داخل نفسي، حتى وسط الفوضى. قد يكون السرطان قد حاول تعكير صفو سلامي، لكنه فشل في إطفاء اللهيب الذي يحترق داخلي.
عند التأمل في تجربتي، أدرك أن السرطان قد أخذ الكثير مني، لكنه لم يستطع المساس بالكنوز غير الملموسة التي تقيم داخل أرواحنا. لم يستطع قمع الذكريات الجميلة التي خلقتها مع أحبائي أو تقليل الشجاعة التي تفتحت داخلي.
قد يكون السرطان قد اختبر حدودي لكنه لم يستطع أبدًا الانتصار على روحي. أشعل نارًا داخلي للقتال، لعيش حياتي على أكمل وجه، ولتقدير كل لحظة بالامتنان والفرح. علمني عن مرونة الروح البشرية والقوة الاستثنائية داخل كل منا.
اليوم، كناجية من السرطان، أقف كشهادة على قوة الإيمان والأمل والحب والدعم الثابت من من حولنا. علمتني رحلتي أنه حتى في مواجهة الشدائد، يمكننا التغلب عليها، وبمساعدة الله، كل شيء ممكن.
قد تلهم قصتي الآخرين لإيجاد العزاء في الإيمان، القوة في الأمل، والقوة اللامحدودة للحب. دعونا ندعم بعضنا البعض، ونقف جنبًا إلى جنب في القتال ضد السرطان، عالمين أننا يمكننا التغلب على أصعب التحديات معًا.
حنان شرباتي